روائع مختارة | واحة الأسرة | أولاد وبنات (طفولة وشباب) | خطر إهمــــال الطفل

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > أولاد وبنات (طفولة وشباب) > خطر إهمــــال الطفل


  خطر إهمــــال الطفل
     عدد مرات المشاهدة: 2172        عدد مرات الإرسال: 0

إهمال الطفل يمكن أن يكون الخطر الأكبر الذي يهدد مستقبله وحياته، والأم يجب عليها أن تبذل قصارى جهدها لعدم الوقوع في فخ إهمال طفلها، مهما كانت الضغوط التي تتعرض لها في حياتها، ومهما كانت المشكلات التي تعاني منها أو الأمور التي تشغلها وتستنزف وقتها وطاقتها.

وإهمال الطفل يأخذ العديد من الأشكال والمجالات فقد يكون بسبب إخفاق الأب والأم في منح طفلهما الحب والحنان الذي يحتاج إليهما، وقد يكون التجاهل والإهمال بسبب مشكلات مستمرة ومتفاقمة بين الوالدين أو حدوث طلاق بينهما، وفي أحيان أخرى يمكن أن ينجم إهمال الطفل عن مرض أحد الوالدين وإنشغال الطرف الآخر برعايته في هذا المرض.

وحالة الإهمال والتجاهل التي تسود داخل الأسرة لا تؤثر فقط على الأطفال وإنما تلقي بظلالها على كل العلاقات الأسرية، وهذا أمر يتسبب في تغيير القواعد والمعايير التي تحكم الحياة داخل الأسرة بوجه كامل، فعلى سبيل المثال إذا كان أحد الطرفين سواء الأب أو الأم قد قرر التخلي عن مسؤولياته والتوقف عن الدور الملقى على عاتقه تجاه الطفل الصغير، ففي هذه الحالة يضطر الطرف الآخر أن يتولى مسؤولية أكبر في تحمل الأمور المتعلقة بهذا الطفل الصغير وهذا يؤدي بدوره إلى أن يكون إعتماد الطفل الصغير على هذا الطرف بشكل كامل، ويسفر هذا الوضع عن حالة من الضغط على الطفل الأكبر منه تدفعه إلى الإعتماد على نفسه تماماً لأنه يجد نفسه في حالة إهمال.

الإهمال العاطفي يمكن أن يكون مدمراً للحالة النفسية للطفل، لأن الطفل لا يمكنه أن يقدر الأسباب المنطقية والخلفيات والمبررات وراء هذا التجاهل العاطفي الذي ربما يصيبه في حياته بشكل مباغت، وتكون تداعيات ذلك أن يشعر الطفل بالغضب في البداية والرغبة في الإنتقام بعد ذلك ثم بمرور الوقت يصل به هذا الإهمال إلى مرحلة الحزن والإحباط ولوم النفس، ويتصور أن إهمال والديه له وعدم اهتمامهم بشؤونه ومشاعره يرجع إلى خطأ ما في أساس وجوده وكيانه، وهذا يجعله يكره نفسه بعد فترة.

من التداعيات شديدة الخطورة التي تترتب على إهمال الطفل أنه قد يبدأ في كراهية نوعه ومحاولة التمرد على نوعه، فقد نرى فتيات في سن المراهقة لكنهن لا يعيشن مشاعر الأنوثة الوليدة التي تبدأ في التبلور داخل مشاعرهن وكيانهن بشكل فطري وطبيعي في هذه المرحلة، وإنما تبدأ الفتاة في تبني سلوكيات غريبة وغير معتادة، والحقيقة أن السبب في ذلك هو شعورها المتراكم بإهمال والدها أو والدتها لها منذ سنوات.

ويتسبب الإهمال في أن يبدأ الطفل في النأي بنفسه عن دائرة العلاقات الاجتماعية، حيث يؤدي تجاهل والده أو والدته له إلى أن يميل أكثر إلى الانعزال والانغلاق على نفسه وتفضيل البعد عن الناس، على الرغم من هذه المرحلة من حياته هي التي يجب أن تشهد تكوين الصداقات والتعرف على طباع البشر وأفكارهم وطريقة تناولهم لأمور الحياة.

الكاتب: أحمد عباس.

المصدر: موقع رسالة المراة.